نمودج تحليل ( رواية » اللص والكلاب » )
أولا: منهجية التحليل:
يُنْتظر أن يكتب المترشح موضوعا متكاملا، يناول فيه العناصر الآتية:
– وضع المؤلف في سياقه العام: الإشارة باقتضاب إلى موقع رواية » اللص والكلاب » ضمن التجربة الروائية لنجيب محفوظ.
– تحديد موقع المقطع ( أوالمقطعين) ضمن المسار العام لأحداث الرواية.
– إبراز دور القوة الفاعلة – المطلوبة – في نمو أحداث الرواية وتطورها.
– تركيب معطيات المتوصل إليها في التحلي لإبراز قيمة الرواية: يطلب من
المترشح أن يركب المعطيات المتوصل إليها في التحليل مبرزا قيمة الرواية
وأهميتها الأدبية والفنية…
ثانيا: نموذج تحليل قولة
أ- القولة:
ورد في رواية » اللص والكلاب » ما يأتي:
لا تؤاخذني، لا مكان لي في الدنيا إلا بيتك…
ترك الشيخ رأسه يهوي في صدره وهو يقول بصوت هامس:
– أنت تقصد الجدران لا القلب
فتنهد سعيد، وبدا لحظة كأنه لم يفهم شيئا، ثم قال بصراحة ودون مبالاة:
خرجت اليوم من السجن…
فهز (الشيخ) رأسه ببطء وهو يفتح عينيه قائلا فيما يشبه الأسى:
– أنت لم تخرج من السجن…
فابتسم سعيد. كلمات العهد القديم تتردد من جديد… »
نجيب محفوظ « اللص والكلاب » ط:1، 2006، ص ص:19- 20.
انطلق من هذا (المقطع) ومن قراءتك للرواية، ثم أنجز ما يأتي:
– تحديد موقع (المقطع) داخل مسار أحداث الرواية؛
– إبراز دور الشيخ (علي الجنيدي)، باعتباره قوة فاعلة في نمو أحداث الرواية وتطورها.
ب- التحليل:
تعتبر رواية اللص والكلاب من أبرز مؤلفات الكاتب الروائي المصري نجيب
محفوظ، وهي رواية تعتمد على الواقعية التي تقدم رؤية حقيقية عن المجتمع
المصري، ذلك أنها مستوحاة من واقعة حقيقية، بطلها » محمود أمين سليمان »
الذي شغل الرأي العام لعدة شهور في أوائل عام 1961. والقولة قيد الدراسة
مقتطفة من هذا المؤلف، فما موقعها داخل مسار أحداث الرواية؟ وما هو
موضوعها؟…
يندرج هذا المقطع داخل الحوار الذي دار بين الشيخ علي
الذي جرى بين الشيخ علي الجنيدي وسعيد مهران بعد خروجه من السجن، وعودته
إلى بيته، ليصطدم بحقيقة خيانة زوجته نبوية وخادمه عليش، وإنكار ابنته له،
وتشفي بعض أهل الحارة منه، وإحساسه بالتيه والضياع، مما جعله يلجأ إلى بيت
الشيخ الجنيدي باعتباره المأوى الوحيد؛ فيتعرف عليه الشيخ، ويدخلان في
الحوار، حيث طلب سعيد مهران من الشيخ المكوث في منزله لأنه لم يجد ملجأ آخر
إلا بيت الشيخ قصد البدء في تنفيذ خطط انتقامه من الخونة…
وتشكل
شخصية الشيخ علي الجنيدي قوة فاعلة ساعدت على نمو الأحداث وتطورها؛ ذلك أن
الشيخ علي الجندي يمثل عاملا مساعدا لسعيد مهران، ويبرز هذا الدور المساعد
في كون أن الشيخ علي الجنيدي قد وفر المأوى والمأكل لسعيد مهران بعد خروجه
من السجن، إضافة إلى محاولته منع سعيد مهران على تنفيذ الانتقام، ومحاولته
ملأ الفراغ الروحي الذي كان يعيشه سعيد مهران، وحتى بعد قتله لشعبان حسين
خطأ لجأ مرة أخرى إلى بيت الشيخ من أجل الفرار من الشرطة.
غير أن
أسئلة الشيخ الكثيرة وروحانية المكان جعلت سعيد مهران لا يشعر بالبقاء أكثر
في منزل الشيخ علي الجنيدي، حيث شعر سعيد مهران بالضيق؛ لأن مبادئه لا
تتفق مع الشيخ، فالانتقام يملأ قلب سعيد مهران والشيخ يحاول منعه عن ذلك
خوفا عليه، وهذا ما جعل سعيد مهران يتوجه إلى بيت نور، غير أنه بعد اختفاء
نور المفاجئ وكذلك المعلم طرزان فقد سعيد مهران الملجأ الآمن فأصبح عرضة
لمطاردة الشرطة، وهذا ما عجل في القبض عليه بعد اشتداد المطاردة عليه…
يتضح من خلال ما سبق، أن الشيخ علي الجندي مثل قوة فاعلة في نمو
أحداث الرواية وتطورها، إذ حاول ملأ الفراغ الروحي لدى سعيد مهران، وفتح له
ذراعيه بعد أن أصبح وحيدا.
حاول الكاتب نجيب محفوظ في رواية » اللص
والكلاب « ، معالجة مجموعة من القضايا الاجتماعية (الخيانة، الاستغلال…)
التي عاشها المجتمع المصري في فترة من فترات تاريخه، وذلك بأسلوب فني مميز؛
حيث وظف مجموعة من التقنيات المتعددة من وصف، وحوار، وسرد ، ولغة عربية
فصيحة… وبذلك استطاع تصوير مجموعة من القضايا والمشاكل التي كان يخبط
فيها المجتمع المصري.
تنبيه:
في حالة وجود مقطعين:
– يجب أن تربط مقطع كل قولة بالحدث الذي سبقه.
– أن تحلل كل مقطع ومن الأفضل أن تخصص لكل مقطع فقرة.
كيف أحدد موقع (المقطع) داخل مسار أحداث الرواية؟
– يجب أن تعرف الحدث الرئيس في كل مقطع.
– أن تحدد بداية ونهاية كل فصل اعتماد على الصفحات (مثلا الفصل الأول من
إلى) ثم أنظر في ورقة الامتحان وأرى الصفحة، ومباشرة أعرف الفصل ثم أذكر
الحدث الذي قبله، وأتحدث عن الحدث الوارد في القولة.
تلخيص الرواية:
الفصل الأول: خروج سعيد مهران من السجن وتوجهه لتصفية الحسابات مع زوجته
نبوية وصديقه عليش سدرة، وتتعمق أزمته النفسية بعد تنكر ابنته له.
– الفصل الثاني: لجوء سعيد مهران إلى الشيخ علي الجنيدي طلبا للطمأنينة النفسية والروحية.
– الفصل الثالث: زيارة سعيد مهران لأستاذه القديم رؤوف علوان واكتشافه للتحول الذي طرأ عليه بعد تنكره لمبادئ الثورة.
– الفصل الرابع: فشل مهران في سرقة رؤوف علوان، ونجاته من العودة للسجن.
– الفصل الخامس: زيارة البطل للمعلم طرزان صاحب المقهى. وحصوله منه على مسدس. ثم لقاؤه بنور عشيقته السابقة.
– الفصل السادس: سطو البطل على سيارة بمساعدة نورثم تصميمه على الانتقام من الخونة.
– الفصل السابع: اقتحام سعيد مهران لمنزل نبوية وعليش، وإطلاقه للنار على شخص مجهول بالليل ظنه عليش.
– الفصل الثامن: ذهابه إلى منزل الشيخ الجنيدي، واكتشافه عن طريق الصحف
أنه قتل شخصا بريئا هو شعبان حسين العامل بمحل الخردوات بدلا من عليش.
– الفصل التاسع: عاد سعيد مهران إلى بيت نور ليختبئ فيه حتى تهدأ العاصفة.
– الفصل العاشر: أقام سعيد مهران ببيت نور ثم تذكر بداية علاقته بنبوية وعليش.
– الفصل الحادي عشر: استحضاره لذكريات الماضي: الأب ووفاته وعلاقته
بالشيخ الجنيدي، ورؤوف علوان الطالب، ومرض أمه ووفاتها، وزوجته نبوية،
وتضاعف إحساسه بالمطاردة والوحدة بعد زيارته الخاطفة لمقهى طرزان ليلا.
– الفصل الثاني عشر: إصراره في حوار داخلي على معاقبة رؤوف علوان، بعدما تنكر لمبادئ الثورة.
– الفصل الثالث عشر: فشله في الحصول على معلومات تقوده إلى مكان اختباء
عليش، بعد اعتراضه لطريق صديقه بياظة ليلا واستنطاقه بعد تهديده بالسلاح.
– الفصل الرابع عشر: تنكره في بذلة عسكرية ومحاولته إطلاق النار على سعيد مهران.
– الفصل الخامس عشر: اكتشف سعيد مهران انه اصاب البواب بدلا من رؤوف علوان ، وأن هناك مكافأة لمن يخبر بمكانه.
– الفصل السادس عشر: عدم عودة نور أثار شكوكه، وحضور صاحبة البيت الإيجار عمق قلقة وآلامه.
– الفصل السابع عشر: عودة صاحبة الإيجار دفعه إلى مغادرة بيت نور،
والالتجاء إلى بيت الشيخ الجنيدي، وهو منشغل بنسيانه للبذلة العسكرية هناك.
– الفصل الثامن عشر: استسلامه لمصيره الأخير بعد محاصرته في المقبرة بالقوة والكلاب.